بيادق في «الشطرنج» الأميركي

 

 

حدث وتعليق

الخميس 4-10-2012

ناصر منذر

 

يبدو أن بعض الأنظمة العربية التي أخذت على عاتقها استكمال المشروع التآمري على سورية لم تعد تخجل من الافصاح عن عمالتها للصهيونية العالمية، من خلال دعواتها الواضحة والصريحة لتدمير سورية وتخريبها،

عن طريق استجداء التدخل العسكري الأجنبي تارة، أو من خلال ارسال قوات عربية، أو المطالبة باستصدار المزيد من القرارات العدائية ضد الشعب السوري تارة أخرى، وهذا إن دل على شيء فإنه يعكس مدى الافلاس السياسي والأخلاقي لتلك الأنظمة التي خلعت عنها ثوب العروبة عنوة وارتمت بأحضان الغرب، وبات اهتمامها ينصب على كيفية ارضائه.‏

 

فحاكم مشيخة قطر أراد بدعوته المشبوهة ارسال قوات عربية أن يكون السباق في اثبات الولاء والطاعة لحكام الكيان الصهيوني، وكأنه في تنافس على نيل ذاك الولاء مع غيره من نظرائه العرب ممن تورطوا في سفك الدم السوري عن سابق اصرار وتصميم ليؤكد بذلك أنه يقوم بالاشتراك مع باقي الجوقة المستعربة بحرب وكالة عن أميركا واسرائيل لتدمير سورية واغراقها في دوامة العنف والفوضى، وبالتالي محاولة لي ذراعها، واخراجها من المحور المقاوم الذي تشكل رأس الهرم فيه، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه الدول الاستعمارية منذ عقود، ولكن الفشل مازال يلازمها ويقض مضاجعها، وستبقى كذلك إلى مالا نهاية.‏

 

مقابل ذلك نجد الرئيس المصري الجديد يلهث وراء تقزيم مصر وتحييدها عن دورها العربي لقاء حفنة من الدولارات والأموال الخليجية والتركية، فنصب نفسه مدعياً عن الشعب السوري وقالها بالفم الملآن إن «باله» لن يهدأ حتى يتم سقوط سورية وخرابها، في الوقت الذي يقصف فيه أنفاق غزة لمساعدة الكيان الصهيوني على تضييق الخناق أكثر على الشعب الفلسطيني، ويقف متفرجاً أمام مشهد قتل الشعب البحريني على أيدي كتائب آل سعود وآل خليفة، ربما لأن جل ما يطمح إليه اليوم هو أن يكون بيدقاً وفياً على رقعة الشطرنج الأميركية، أو واليا مخلصاً في الامبراطورية العثمانية الجديدة، بعد أن يعيد مصر إلى عصور الجاهلية من جديد.‏

 

وحال الرئيس التونسي اضافة إلى حكام الخليج القادمين من خارج التاريخ لا يختلف شيئاً، فهم يتوهمون أن سورية ستسقط، ويعملون جاهدين لذلك، ويحضرون الآن لمرحلة ما بعد سقوطها كي يحققوا مكاسب ضيقة على حساب حياة الشعب السوري العريق، وكان الأجدى بهم أن يسخروا امكانياتهم في دعم المقاومة العربية لمجابهة الكيان الصهيوني الغاصب، فلو فعلت تلك الأنظمة الرجعية نصف ما فعلته ضد الشعب السوري لكانت فلسطين الآن قد عادت إلى الحضن العربي واندحر الاحتلال الصهيوني البغيض ، ولكن هيهات مادام حكام الأنظمة المستعربة يصرون على أن تبقى اراداتهم مسلوبة، وقراراتهم تصنع في الدوائر الأميركية والصهيونية، ولكن الوقت لن يطول كثيراً، فإرادة شعوبهم ستنتصر في النهاية.‏