..2013 تفاءلوا خيرا تجدوه!
تاريخ النشر :٣ يناير ٢٠١٣
عبد المنعم ابراهيم
على طريقة قارئة (الفنجان) رحت أقرأ عناوين الأخبار في الصحافة في بداية العام الجديد (2013)، وهو رقم يتشاءم منه الأوروبيون والأمريكان، ولذلك فإن كثيرا من الناس راحوا يعتبرون حلول هذا العام (2013) مرتبطا بالكوارث والأزمات.. ربما يحدث ذلك في الغرب لأنهم يتشاءمون من الرقم (13)، لكننا في العالم العربي الإسلامي لا يوجد لدينا مثل هذا الاعتقاد.. وقراءتي للأخبار يوم أمس تؤكد ذلك، منها: «السعودية تكتشف ثروات نفطية كبيرة في تبوك، وتستعد لإطلاق قمرين صناعيين للاتصالات والمعلومات خلال العام الحالي 2013 بالتعاون مع روسيا».. «احتفالات دبي برأس السنة الميلادية تؤكد أن الأزمة الاقتصادية انتهت، والإمارات بدأت ثاني طفرة اقتصادية خلال عقد واحد، وطيران الإمارات تضاعف رحلات الإيرباص العملاقة إلى نيويورك وباريس».. «رواد الأعمال الشباب من 38 دولة يجتمعون بالبحرين لتعزيز التدفقات الاستثمارية بين دول العالم.. بحث إنشاء بورصة عربية مشتركة مقرها مرفأ البحرين المالي».
أخبار كهذه في بداية العام الجديد (2013) الذي يتشاءم منه الأوروبيون توضح أن دول مجلس التعاون الخليجي ليست معنية بهذا التفكير التشاؤمي، فالأوضاع في دول المجلس تسير على نحو أفضل اقتصادياً وسياسياً، بل حتى إمارة (دبي) الشقيقة التي اعتبرها البعض مجرد (فقاعة) استثمارية، وأنها مع بداية الأزمة المالية العالمية عامي 2008 و2009 سوف تنهار اقتصادياً، اتضح أنها تعافت من جديد وقامت على قدميها أفضل من السابق.. والبحرين التي حيكت ضدها مؤامرة سياسية وطائفية لقلب نظام الحكم وإقامة حكم ولاية الفقيه الإيرانية، وتم استهداف نشاطها التجاري والاقتصادي بأعمال العنف عادت واستعادت عافيتها الاقتصادية، وتدفق عليها في ليلة رأس السنة الميلادية 80 ألف سيارة سعودية، وتوقع الخبراء أن ينفق السعوديون في هذه الليلة حوالي 50 مليون ريال سعودي في صالات السينما وقاعات الطعام والفنادق، وهناك توقعات بأن تبلغ حجم الاستثمارات في البحرين 45 مليار دولار بحلول عام .2017
وعلى عكس الأوروبيين والأمريكان العبارة الشائعة عندنا في المنطقة «تفاءلوا خيراً تجدوه».. لكن هذا لا ينطبق على بعض الدول في أوروبا، فقد (شن أمس الرئيس القبرصي ديمتري خريستوفياس هجوماً لاذعاً على إجراءات التقشف القاسية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على أعضائه الذين يعانون من أزمة مالية خانقة ومن بينهم قبرص التي تواجه عاماً كئيباً»!
لذا يبدو أن الرقم (13) يجلب الشؤم على من يعتقد به.. فلا تستنسخوا التشاؤم.. وتفاءلوا خيراً تجدوه!